المقدمة

هل شعرت يومًا أن شركتك تتحدث عن الأجايل وكأنه وصفة سحرية، لكن عند التطبيق، تجد أن الأمور لا تسير كما توقعت؟
الجميع يتحدث عن الأجايل، الجميع يدّعي استخدامه، ولكن هل حقًا الجميع يفهمه؟

بحكم عملي في المجال التقني في شركات مختلفة، ومعرفتي بأصدقاء وزملاء في المجال، لاحظت أن كلمة “أجايل” أصبحت في كل مكان. هناك من يعشقها، وهناك من يكرهها، وهناك من يحمل شهادات فيها.
صارت هذه الكلمة جزءًا أساسيًا من عالم الأعمال وتطوير البرمجيات، وأصبحت الشركات الناشئة والمتوسطة والكبيرة تتبناها بسعادة. ولكن السؤال الأهم:

  • هل نعرف حقًا ما هو الأجايل؟
  • هل الشركات تطبقه فعلًا؟
  • والأهم… هل يمكننا أصلًا أن نستخدم أجايل؟

قبل أن نغوص في التفاصيل، دعونا نبدأ بهذه القصة الصغيرة.


أسطورة عبادة الشحنات

في أربعينيات القرن الماضي، هبطت القوات الأمريكية على جزيرة نائية لم يكن سكانها قد رأوا الحضارة الحديثة من قبل. ذُهل السكان من الرجال والمعدات وشاهدوا الجنود يقيمون مهبطًا للطائرات وبرجًا، ويرتدون سماعات الرأس لاستدعاء طائرات معدنية عملاقة محملة بالشحنات الثمينة. وعند هبوطها، حصل الجميع على نصيبهم، مما جلب لهم الرخاء والراحة.

ثم غادرت القوات، وتوقفت الطائرات عن الوصول. في محاولة لاستعادتها، صنع السكان مهبطًا من الخيزران، وبنوا منصة وضعوا عليها زعيمهم مرتديًا قشور جوز الهند كسماعات رأس. لكن، مهما حاولوا، لم تعد الطائرات أبدًا.

المأساة هنا أنهم تمسكوا بالمظاهر الخارجية للفكرة، دون أن يفهموا كيفية عملها. فقد قلدوا جميع عناصر استدعاء الطائرات: المهبط، البرج، السماعات… لكنهم لم يدركوا البنية التحتية الهائلة التي جعلت الطائرات تصل في المقام الأول.


وما علاقة هذه القصة بالأجايل؟

هذه القصة تعكس تمامًا ما يحدث في كثير من الشركات عندما تحاول تطبيق الأجايل.
الشركات تريد فوائد الأجايل (الشحنات في القصة) لكنها تتجاهل فلسفته. بل أحيانًا، لا تؤمن بها أصلًا!

“بسيطة، نشتري الأجايل وتنتهي القصة!”

لكن المشكلة أن الأجايل ليس منتجًا يمكنك شراؤه. لا يمكنك شراء فكرة أو فلسفة!

Alt text

يمكنك خداع نفسك بشراء المظاهر الخارجية للأجايل:

  • عقد الاجتماعات اليومية
  • استخدام أدوات مخصصة
  • الحصول على شهادات
  • حتى تعيين مدرب أجايل وإجراء ورش عمل

وفي غضون أسبوع، تعتقد أنك أصبحت “أجايل”!
لكن الحقيقة؟ أنت في مأساة عبادة الشحنات، لا أكثر.


ما هو الأجايل فعلًا؟

الكثير يخلط بين الأجايل و"سْكرَم" (Scrum)، لكن الأجايل أوسع بكثير!

الأجايل هو ثلاث مكونات أساسية:

  • الاسم (أجايل)
  • 4 قيم أساسية
  • 12 مبدأ رئيسي

يمكنك قراءة القيم والمبادئ من إعلان الأجايل لتطوير البرمجيات هنا.

وهنا تأتي المفاجأة:

الأجايل ليس شيئًا يمكنك “تطبيقه”

الأجايل ليس عملية محددة تتبعها، وليس منهجية جاهزة تشتريها.
بل هو فلسفة وطريقة تفكير في تطوير البرمجيات.

لهذا السبب، لا يمكنك “استخدام” الأجايل، يمكنك فقط أن تكون أجايل… أو لا تكون.

عندما تبنّى الفريق والشركة فلسفة الأجايل، أصبحوا أجايل حقًا. ولكن عندما قلدوا الممارسات دون الالتزام بالمبادئ، لم يكن ذلك أكثر من شكل خارجي، بغض النظر عن الشهادات والتدريبات.


الفرق بين الأجايل الحقيقي وتقليد الأجايل

  • نسخ بعض ممارسات الأجايل من دون تحقيق قيمه ومبادئه لن يجعلك أجايل.
  • جلب مدرب أجايل أو إرسال الموظفين لدورات تدريبية لا يعني أنك أصبحت أجايل.
  • الأجايل يعتمد على الأشخاص وثقافة العمل، وليس على الأدوات والإجراءات.

الأجايل مستمد من الإعلان الذي تم نشره عام 2001، لكنه مجرد نقطة انطلاق. نجاحه يعتمد على الأشخاص الذين يطبقون مبادئه، ويتكيفون معها، ويسعون دائمًا للتحسين.


الأجايل فلسفة، وليس إطار عمل

فلسفة الأجايل في التطوير قائمة على:

  1. التكيّف بدلًا من التنبؤ
  2. الأشخاص قبل الإجراءات

في مقالات قادمة، سأتحدث أكثر عن:

  • ممارسات بعض منهجيات الأجايل
  • الفرق بين التطوير القائم على التكيّف والتطوير القائم على التنبؤ
  • كيف يمكننا وضع الأشخاص أولًا بدلًا من التركيز على الإجراءات

هل شركتك أجايل فعلًا؟

إذا كنت تعتقد أن شركتك أجايل، فكر مجددًا:

  • هل تطبق المظاهر أم تجسد القيم والمبادئ؟
  • هل ثقافة العمل لديك تدعم الأجايل حقًا؟
  • أم أنك وقعت في فخ عبادة الشحنات؟

لأي استفسارات أو ملاحظات، يمكنك التواصل معي عبر لينكدإن أو من خلال صفحة عندك سؤال.
ولا تنسوني من دعائكم.
سلام!